تستنكر مجموعة الطلبة الشـرفاء في جامعات فلسطين المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ما ورد في بعض البيانات والتراشق الإعلامي على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الفلسطينية من تشهير لنا على لسان عدد من الكتّاب العرب الذين لن نذكر أسماءهم لمنع إثارة الفتن.
أخواني وأخواتي الطلبة والطالبات، إن هؤلاء الكتّاب يقومون بوصف جامعاتنا بأنها شرطي يتلقى أوامره من الأجهزة الأمنية والمخابرات، وأنها دكاكين خائنة للوطن، رغم أنها جميعها لم توقع على وثيقة نبذ الإرهاب، وقد ناضلت وأستشهد وسجن من طلبتها وطالباتها وأساتذتها. كما يتهمنا نحن الطلبة بأننا يجب أن نكون خائنين ومتواطئين ويتم ابتزازنا حتى يتم قبولنا في هذه الجامعات، وأن الشهادات التي نحملها من هذه الجامعات نشتريها شراءً مقابل العمل مع الأجهزة الأمنية، ويقولون إن طالباتنا وطلبتنا ساقطين أخلاقياً، وأننا كلنا فاسدين من بواب الجامعة وحتى رؤسائها مروراً بالطلبة والأساتذة، بل يتهمون كل قطاعات المجتمع هنا بأنها فاسدة وعميلة، كما أنهم يتحدثون بإسمنا هنا وهناك دون أن نفوضهم، ويصفوننا بأننا وسخين.
ومن أمثلة ذلك مثل قولهم حرفياً:
· (نحن نلفت انتباه الرأي العام الدولي والعربي والفلسطيني، وكذلك أولياء أمور الطلاب والطالبات عن حقيقة ما يجري في هذه الجامعات الفلسطينية ومن يعبث بها وفيها، والتي فقدت مصداقيتها وطلّقت الميثاق الوطني الفلسطيني، .. وللأسف ضاعت وضاع معها الشرف والحرم الجامعي).
· (هل يعرف الشعب الفلسطيني بأن القبول والنجاح والتخرج في الجامعات الفلسطينية صار مربوطاً ومرهوناً بما يخالف السيادة والحرية والقانون والشريعة والفطرة الإنسانية السوية والأخلاق الحميدة، وما يحدث فيها لا مسموح به، ولا هو معمول به حتى في الجامعات الأجنبية التي لا عادات ولا تقاليد ولا دين فيها، سواء كانت في الشرق أو الغرب).
· (الطالب والطالبة في الجامعات الفلسطينية يتعرضان للمساومة السياسية، ومقايضة الأجهزة الأمنية والقمعية والتعسفية، من أجل أن يُرضى عنهما ويُوافق على طلب القبول وتسهيل النجاح والسماح بالتخرج).
· (العلامات والدرجات والشهادات صارت تباع وتشترى في سوق المساومة والمقايضة والمتاجرة السياسية، وشرط التعامل مع الأجهزة الأمنية والقمعية والسرية والإستخباراتية على السواء).
· (الطالبات يتعرضن بشكل خاص وعام للتحرش الجسدي والجنسي المباشر والغير مباشر، وهنالك طالبات تعرضن للتهجم، ومنهن للمراودة النفسية والاحتكاك الجسدي وللإنتهاك الجنسي في الجامعات الفلسطينية).
· (الاستغلال السلبي والمادي، مع الطلاب والطالبات، وشراء الذمم والعرض).
· الفساد الإداري والأكاديمي والأمني والخدماتي والمالي في هيئة الجامعات الفلسطينية، إبتداء من رئيس الجامعة لغاية فراش وبواب وحارس الجامعة).
· (هنالك خلل على المستوى الشخصي والعام والرسمي في مختلف الجامعات وقطاعات المجتمع الفلسطيني، يهدف للتدجين الديني من ناحية، وللتهجين السياسي من ناحية أخرى، وللتفريغ الاجتماعي والوطني والقومي والجنسي من نواحي أخرى).
· (الجامعات تحكمها العصابات والمافيات الأكاديمية).
· (الجامعات الفلسطينية صارت دكاكين السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن هم في خط المفاوضات العبثية والتفريط والتنازل بشكل عام).
إن محاولات تلويث سمعة الجامعات العريقة، وإعطاء فرصة لبعض المكاسب الشخصية على حساب إسمنا، قد تجعل الذين هم في الخارج يصدّقون هذا الوصف غير الصحيح، فنحن داخل هذه المؤسسات والجامعات ونرى بأعيننا، كما أن محاولة البعض صرف الأنظار إلى أمور جانبية وقضايا ثانوية يبدو أنها مرتبطة بمصالح شخصية، لتحقيق مكاسب ذاتية على حساب جامعاتنا الفلسطينية ومكانتها العلمية والأكاديمية غير مقبول، ولو رأينا في جامعتنا مثل هذا الأمر الذي يقولونه فسنكون نحن أول الثائرين عليها.
وها نحن نقول لمن يقوم برسم صورة سوداء عن حرمنا الجامعي بأن هذا ليس عملاً وطنياً بالمرة، ونحن لا نقول بأن جامعاتنا أسطورية وأنها تخلو من بعض الأخطاء الطبيعية، لكنها ليست فاسدة وليست كما يقومون بتصوير شبابها وفتياتها وأساتذتها وطواقمها، وهذا العمل إنما يصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي وخطته لطمس الشعب والهوية والثقافة وإن كان بغير قصد، ونذكّر هؤلاء الكتاب أنه ليس من حق أحد أن يشهر في جامعاتنا وأن يطعن في مصداقيتها لأن هذا تشهير بنا نحن الذين نحمل إسم تلك الجامعات.
نحن ندرك أن الجامعات الفلسطينية بحاجة إلى تطوير طبيعي في الأنظمة الإدارية وأنظمة التسجيل وما شابه، إذ لا يوجد عمل على الأرض لا يحتاج إلى تطوير وتعديل مهما كان رائعاً، ولكن لا يمكن الإنتقاص من قدرها ولا بأي حال من الأحوال على النحو الذي قرأناه لهؤلاء الكتّاب، ونحن نؤمن بالمقولة: "أن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام"، ونؤكد على أنه لا يحق لأحد أن يتهجم على جامعات فلسطين كلّها وطلّابها الشرفاء وطالباتها العفيفات، ففي هذه الجامعات نخبة بنّائي فلسطين المستقبل.
إن طلبة هذا الجامعات واساتذتها وكوادرها احترقوا تحت أشعة الشمس وغاصت أرجلهم بالوحل وهم يحاولون قطع الحواجز الإسرائيلية وتلقوا هجمات المستوطنين على الطرقات للوصول إلى جامعاتهم. إن معظم بناتنا سيبقى في المنزل لولا وجود هذه الجامعات لأن مجتمعنا محافظ تجاه سفر البنات للخارج، وإن كثيراً من الشباب لن يتعلموا لولا وجود هذه الجامعات بسبب غلاء التعليم في الخارج ولأن بعضهم ممنوع من السفر لأسباب يسميها الإحتلال أمنية. ولقد أثبت خريجو هذه الجامعات كفاءتهم محلياً وعربياً ودولياً. كما أن أساتذة الجامعات الفلسطينية صامدون في البلاد رغم شح رواتبهم وظروفهم المعيشية الصعبة مع قدرتهم على العمل بأضعاف رواتبهم خارج فلسطين. لقد تعلّم في جامعات فلسطين قادة عرب وأناس شرفاء، وإن الجامعات الفلسطينية هي مصدر فخر للفلسطينيين، ونفتخر بأبناء فلسطين الذين أسسوها جميعاً والقائمين عليها، الذين ظلوا صامدين هنا، ولم يتركوها، فهم رغم أنهم عاشوا في الغرب وأكملوا الدكتوراه هناك لكنهم رجعوا ليتمموا رسالتهم في الأرض المباركة.
الجامعات الفلسطينية خيرُها ومنافعُها وحسناتها أكثرُ بكثير من سيئاتها، فقد نشأت هذه الجامعات في بلدٍ محتل وأُغلقت بأمر من الحاكم العسكري الإسرائيلي، لها قصة نجاح لا يوجد في العالم مثلها، وسُجن أبناؤها وأساتذتها، واستشهد من طلبتها وطالباتها ودكاترتها، وبعضهم فقد ذريته وحياته على الطريق من منزله إليها، وبعضهم مات في محاضرته أمام طلبته، وأصر أساتذتها وطلبتها على التعليم، وهي متقدمة على كثير من جامعات البلدان العربية التي تتمتع بظلال دولة واستقرار ورخاء مادي، فليس مطلوباً من الجامعات الفلسطينية أكثر من هذا ضمن هذه الظروف، إنها تتقدم عاماً تلو الآخر، والذي يتقدم لا عتاب عليه.
أيها الأخوة والزملاء من أساتذة الجامعات والعاملين فيها وطلبتها وطالباتها الشرفاء وأبناء فلسطين، ندعوكم أن تشاركوا بوقفة واحدة في وجه كل من يتهجم على هذه المؤسسات الفلسطينية الرائدة، وندعو أبناء الشعب الفلسطيني إلى الإلتفاف حول هذه الصروح العلمية الشامخة حفاظا على انجازاتها ومكانتها وسمعتها التي هي سمعتنا نحن في نهاية المطاف.
عزيزي الطالب، أختي الطالبة، نحن نعرف أنفسنا جيداً، ونؤمن بأننا على حق وأننا حملة رسالة، وإن كان لدينا أمور بحاجة إلى تطوير فنحن أقدر على حلّها ولا يحق لأحد من الخارج أن يتدخلّ في شأننا هذا وأن يشهر بنا وبأساتذتنا على الإنترنت، ونحن نعي بأننا نستطيع التفاهم مع آبائنا وأهلنا في الجامعات لحل مشكلاتنا.
مجموعة الطلبة الشـرفاء
جامعات فلسطين المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق