الأحد، 5 يونيو 2011

درعا الشهيدة أمي ..من يعق أمه؟

 
سيذكر التاريخ الحديث مدنا عظيمة غيرت مجراه، وسطرت أحداثه:
سيذكر سيدي بو زيد في تونس.
وسيذكر  ميدان الأربعين في السويس ، وميدان التحرير في القاهرة.
وسيذكر بني غازي، وكتبية الفضيل بو عمر فيها، وسيذكر أجدابيا، وطبرق والزنتان وغيرها في ليبيا.
وسيذكر ميدان التحرير في صنعاء..وتعز وعدن وأماكن أخرى في اليمن.
وفي سوريا سيذكر المدينة الشهيدة درعا..
من درعا هلت البشاير، هكذا قال الثوار في أنحاء سوريا، معترفين بفضل درعا، معترفين ببطولة أهلها، معترفين بمراجلهم التي سنظل نذكرها على وجه الدهر.
من درعا الأطفال الذي كسروا حاجز الخوف وكتبوا : الشعب يريد إسقاط النظام، فنالوا في سبيل هذه الكلمات من التعذيب ما لا تطيقه الجبال، نعم: فهم أطفال كالجبال..
من درعا خرجت نساء الواحدة منهن عن ألف رجل..هؤلاء نسوة درعا، فما بالكم برجالهم..
من درعا الشيخ أحمد الصياصنة  وأيمن الأسود وعبدالله ابا زيد وابو محمد الحريري وغيرهم وغيرهم كثير، مجاهدون نقلوا صورة ما يحدث في درعا للعالم، غير مكترثين لما قد ينالهم من النظام.
من درعا خرجت دروس للبطولة والتضحية والصبر والبذل والفداء..
من درعا سيد شهدائنا حمزة الخطيب، وأستاذ الشهداء حسين الزعبي، وأبا زيد وأبناؤه ، ومئات آخرون، أسأل الله أن لا يضيع لهم أجرا.
اليوم رغم الحصار والنار خرج أبطال درعا في تظاهرة نقلت عبر وسائل الإعلام على الهواء مباشرة، ستخسر أيها النظام القذر إذا وضعت أنفك الأجرب بأنوف أهل درعا، أتعرف من هؤلاء، إنهم أهل درعا شم العرانين يا أحمق، فانتبه!!
بطولات والله لا تنسى، وتضحيات يا أهل درعا لا تنكر..
حينما نعود منتصرين بإذن الله يجب على كل سوري حر أن يقف على أعتاب درعا: ويقرأ عليها تحية الإجلال والإكرام.
أنا سأزور درعا قبل أن أزور معرة النعمان، فلولا درعا ما كان ما كان!!
بعد انطلاق الثورة من درعا استلبت أبياتا لنزار قباني وجدت أهل درعا احق بها واهلها:
يا تلاميذ (درعا) علمونا ........بعض ما عندكم فإنا نسينا
علمونا كيف الحجارة تغدو.... بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا
يا تلاميذ (درعا) لا تبالوا .......بإذاعتنا ولا تسمعونا
اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرحِ فخوضوا  حروبكم واتركونا
 
قد صغرنا أمامك ألف جيل.....وكبرتم خلال شهر قرونا
إن هذا العصر البعثيّ وهمٌ... سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
وسوف ينهار بإذن  الله عما قريب.
يؤلمني أن درعا ما زالت تحت الحصار والنار، ما زالت تُقتل وتُغتال، ونحن لا نصنع لها شيئا.
يا أيها السوريون، يا أيها الأحرار: درعا أمنا فمن يعق أمه؟!

بقلم: د أحمد بن فارس السلوم
أكاديمي ومعارض سوري
http://www.facebook.com/drahmedfares

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق