الأحد، 13 فبراير 2011

اُصِبْنا هذه الايام بتُخمة وعُود الأصلاح والتهْديد

خالد عبدالرحيم

تظهر في هذه الايام ومنذ نهاية حكم تونس وحتى الان وبكل الوسائل الرسمية للاعلام والصحافة الليبية والقنوات التلفزيونية الارضية والفضائية والانترنت , اعلانات من كل حدب وصوب بوعود اصلاحية غير مسبوقة وكأنها سيول أو انهار فاضت بعد تراكم قد تجاوز 41 عاما , يقودها نظام القذافي زات نفسه, ملتقيات هنا وحوارات هناك ومقابلات جماعية وشخصية وقبائل وشيوخ وصحفايين و مدونين وشباب , وكلها تحمل نفس الحوار اي وعود بمستقبل لا يوصف ..!

في الحقيقة وحتى لا نخوض كثيرا بمسألة الوعود الوردية والتي تدفقت مرة واحدة, يجب علينا تفصيل ما حدث وفق الاحداث فلسنا اغبياء وسذج حتى يتغير القذافي 180 درجة مرة واحدة, فنحن الان كشعب لدينا خبرة طويلة ناهزت 41 عاما بوعود النظام وتصريفاته, ولكن لنقفز على الاحداث والوعود ونسأل بشكل مباشر لماذ الان يا قايد يا حنين؟ وهل نستطيع ان نصدقك للمرة الالف..!

بميدان التحرير وقبل 15 يناير تحديدا كانت مطالب الشباب باصلاحات فورية كبيرة ولم يكن اسقاط نظام مبارك من ضمنها ولكن بيوم 25 يناير تحديدا وعند بداية الاحتاجات والمظاهرات تغيرت المطالب وفق تغير الاحداث لتحمل معها مطلب اساسي باسقاط الرئيس ومن ثم نظام الحكم وبعدها توالت وارتفع صقف المطالب بعد كل تنازل للسلطة بمصر وايضا كانت الاصوات تنادي بعدم تصديق اي وعود ومطالب لصالح الشعب بل كانت ترفض وبشدة وتمسكت بمطالبها والتي اصبحت عشرة مطالب اساسية واخرى فرعية حتى تحققت وانتصرت الثورة المباركة, نحن نفهم ونعي ولكن لم نرى تجربة وشاهد حي ونموذج مشابه كثورة تونس ومصر لنتعلم كيف نواجه ونطالب ونتمسك بكل عزيمة واصرار.

نظام القذافي حاليا يتحرك بسرعة فائقة جدا متخيلا انه سوف يصلح ويغير في فترة وجيزة بعد ان افسد خلال 41 عاما فهل يصلح العطار ما افسده الدهر, وهذا مستحيل بل هو وهم وخيال, ولكن هو يعرف ذلك ويعرف انها مجرد وعود فارغة تنتهي بمجرد انتهاء مفعول الحدث , فلا مناص من تغيير النظام وبالكامل , حتى يتسنى لنا أعادة بناء ليبيا جديدة.

لغة التهديد والتناقض اي كمن يحمل بيد حلوى وباليد الاخر خنجر, فهو يستخدم نفس لغته المتعفنة القديمة لغة التهديد والوعيد ومن خلال ازلامه ولجانه الغوغائية وبلطجيته ومرتزقته وحراسه وامنه واللذين تم نشرهم بالمدن الرئيسية ليقمع اي محاولة للتظاهر , بل يقوم بعدة اعتقالات للشباب والمدونين الشرفاء كخطوة استباقية , ونعرف انه قد اعطى تعليمات وخطة دنيئة للنيل من المتظاهرين وقمعهم ولكن وهذا لم يعلمه القذافي هذه المرة ان الانتفاضة ليست قصيرة النفس بل سوف تستمر لكل محاولة بائسة لأخمادها بل سوف تزداد قوة كلما ضغطت عليها اكثر بل قد تصبح ايامك معدودة جدا جدا وقد لا تنال حتى خطابا واحدا توجهه للشعب كما فعل قبلك زين الهاربين والبارك.

عليه نقول لك أن تشبثك وتمسكك بالكرسي لن يفيدك فأرحل بكرامة قبل ان تخرج هاربا مطاطأ الراس مخزيا , والزغاريد خلفك, واقترح ان ترحل الى افريقيا فهي لن تكون صقع عليك...!

13/02/2011

Khaled.rahim@yahoo.com‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق