الأحد، 2 يناير 2011

ليبيا تحتضن أطلال أكبر خطوط تحصينات على مستوى العالم



على طول المساحة المحصورة بين مرتفعات الجبل الغربي والحمادة الحمراء، وصولاً إلى الأراضي المتاخمة للصحراء، تنتشر أطلال أكبر خطوط التحصينات الرومانية على مستوى العالم، المتميزة بالإنتشار الواسع على مساحات شاسعة من أراضي مرتفعات الحسان الثلاثة، إلى فضاءات وديان بني، وليد اللتان تعدان من أغنى المناطق بآثار خط التحصينات، بالإضافة إلى سلسلة جبال نفوسة.


ووفق دراسة أعدها الدكتور المهندس أسامة النحاس أستاذ مساعد بجامعة بنها، والدكتورة سلوى كامل أستاذة كلية الآثار جامعة القاهرة، فإن الحصون الرومانية التي تشكل أحزمة من التحصينات على تخوم الصحراء الليبية، تشكل وثائق تاريخية مهمة، لاسيما ماتحمله جدرانها من نقوش وزخارف وكتابات تحمل أسماء ورموز وأسماء، فضلاً على مايتضمنه تخطيط وعمارة هذه الحصون من سمات بيئية وعمرانية تعد هي الأخرى وثائق تاريخية تعبر عن المعمار البيئي الصحراوي، الممتد على طول خط التجارة الرابطة بين جنوب وشرق أفريقيا من جهة، وشمال أفريقيا والبحر المتوسط من جهة أخرى.


وتتسم منشآت خط التحصينات من القلاع والحصون والمدن ومحطات الاستراحة، بغزارة الشواهد والآثار المعبرة عن مفرداته المعمارية المتميزة، وأطلق عليها (منشأت التخوم)، التي تحمي مستعمرات روما في المنطقة من هجمات القبائل الليبية، في حين يمثل حصن "غوليا" الماثل للعيان في منطقة أبونجيم، وحصن غدامس المفقود أكبر المباني على طول الخط، التي تم توظيفها للمراقبة وحراسة طرق القوافل التي كانت شريان الحياة لروما القديمة.


وأشارت الدراسة إلى أن معالم خط تتشكل من ثلاثة أحزمة دفاعية، شرع في تشييدها في فترة حكم الامبراطور "سبتيموس سيفيروس" "161 -169م"، على حدود مستعمرات الأمبراطورية الرومانية في شمال أفريقيا، عرف بالتخوم الطرابلسية، يتكون الخط الأول أقصى جنوب إقليم تريبوليتانيا، من ثلاثة حصون ضخمة، هي حصن غدامس المشيد في فترة حكم (سبتيموس)، وحصن غدامس الذي يرجع تاريخه إلى عهد الامبراطور (كركلا) 211- 217 ميلادي، فيما يرقى تاريخ حصن القريات إلى عصر الامبراطور (اسكندر سيفيروس) 222- 235 ميلادي، وفيما لايزال حصني أبونجيم والقريات ماثلان، لم يعثر على آثار أو شواهد حصن غدامس حتى الآن، ويتكون الخط الدفاعي الثاني شمال الخط الأول، من مجموعة مزارع محصنة تتناثر في وديان سوف الجين، وزمزم، وكان يرابط بهما جنود ليبيون، ممن سرحوا من فرقة أوغسطا الثالثة، لصد هجمات القبائل المحلية على الأقليم، مقابل منحهم أراض و بعض الماشية، وإعفائهم من الضرائب، أما منشآت الخط الدفاعي الثالث، فكانت عبارة عن عدة طرق أنشئت لأغراض عسكرية تربط بين المحطات والمزارع المحصنة، والحصون الكبيرة، فضلاً عن الحصون الصغيرة المعروفة باسم (سنتريون) أو حصون الـ100، المنتشرة على طول امتداد الخطوط الثلاثة.


وخلصت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان الحصون الرومانية في ليبيا، إلى أن هذا الخط، يشكل اليوم أضخم خط تحصينات روماني على مستوى العالم.


ويلفت عدد من خبراء الآثار الليييون الانتباه إلى أن أغلب تلك العمائر نال أجزاء واسعة منها الاندثار بفواعل الزمن، وتقلبات المناخ، وسط غياب تام للدراسات الأثرية أو التوثيقية، بما يسمح بإجراءات صون وحفظ تلك الوثائق التاريخية الاستثنائية في فهم آلية تطور الحياة على الأراضي الليبية، لاسيما إذا ماعلم أن تلك المعالم تتسم بالانفراد ويندر وجودها بهذا الشكل والانتشار في دول العالم.
أويا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق