السبت، 8 يناير 2011

صبرا يا أبناء يوسف


 
صعب علي الإنسان أن يفارق أسرته ولكن الأصعب ان يفقد احد من أفراد أسرته، وفي الوقت نفسه كم هو أمر نبيل أن يضحي شخصاً بما هو عزيز عليه في سبيل الله وسبيل وطنه، تضحية بعلاقته مع أحد أفراد أسرته.. ومن الصعب أياً كان كان هذا المفقود حتى وإن كان باع نفسه للشيطان.
ولهذا علينا أن نقف وقفة تقدير واحترام إلى الأخ الذي فقد أخيه في سبيل الله وسبيل قضية وطنه ، القضية التي لم يفكر ولو لحظة واحدة في أن يبيعها حتى وإن كان يعني ذلك فقدان أخيه وهذا الأخ لم تتغير مواقفه ولم تهتز أعمدته علي المبدأ في سبيل خلاص ليبيا من هذا الطاغوت. تحية إخلاص إلى الدكتور محمد يوسف المقريف بهذا الموقف الوطني الشريف، والذي نحسب بأنه ليس بالسهل.. فكل إنسان سليل الأصل والعائلة يصعب عليه أن يقبل فقدان أخيه. علينا ان نقف صف واحد بجانب الدكتور محمد من أجل ليبيا العزيزة ومن واجبنا أن نعزيه في فقدان أخوه الذي باع نفسه للشيطان.
السيد أنور باع نفسه للشيطان عندما قال: "..أكون رافد أصلاح وعنصر خير لما فيه خير الوطن واهله ووحدة ترابه وإطفاء نار الفتنة واصلاح ذات البين. أنا سعيد أن أعود لنشارك في النهضة الشاملة والتنموية الكبرى التي يشهدها ربوع الوطن الغالي بجهود قائد الثورة والشرفاء الذين معه, لقد دقت ساعة العمل من اجل ليبيا المستقبل.. ليبيا الغد.. "
اي إصلاح يتكلم عليه وهل فترة ثلاثون عاما لم تكن كافية له لمعرفة هذا النظام الغير قابل للاصلاح، ويعود إلي ليبيا وهي أشبه بخرابه ينعق فيه هذا البوم الأغبر مند أربعون سنة. متي كان سيدك اليوم شرف وقائد للانقلاب قبل أن تنقلب أنت علي الناس الشرفاء؟ ومتي عرفت أن ساعة العمل قد حانت؟ بل أقول لك إن ساعة سيدك الجديد هي التي قد حانت.. وأنت بعت نفسك للشيطان الذي حانت ساعته. فكيف تستطيع أن ترى مستقبل لليبيا وهي تحت قيادة مخبر!
بهذا الموقف نعلم أن الدكتور محمد رجل لم تغيره السنوات ولا الأخطار ولا مصاعب الحياة وهو لا يزال مثل أول لحظة يعمل من أجل إسقاط هذا النظام، وهذا هو نفس المبدأ الذي قطعه علي نفسه يوم كتب استقالته. المعارضة الليبية لم تكن يوم من الأيام رهن علي عائلة او قبيلة وإنما هي معارضة ملك لكل أطياف الشعب الليبي المغلوب على أمره.

الحيص معروف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق