الأربعاء، 12 يناير 2011

فلتستعد جبهة الانقاذ للتعامل مع مسعور جديد


عودة انور المقريف..
فلتستعد جبهة الانقاذ للتعامل مع مسعور جديد
عاد أنور المقريف الى ليبيا، هربا من مشاكل الغربة، وطمعا في الخلاص منها، الا انه بفعلته هذه كالعطشان في الصحراء يجري وراء السراب.. ولكن لا شيء غير الهلاك.

نظام القذافي كالعقرب تماما. من يقترب منه يلدغه، و هو كما يقول المثل لا يعطي شئيا "ببلاش".

رغم ان الاعلان عن عودة انور المقريف لم يتم الا في نهاية ديسمبر الماضي، الا ان عودته الى ليبيا كانت قبل منتصف العام الماضي، 2010!

وأول اشارة الى عودة انور المقريف كانت في تعليق مكتوب بمدونة الكاتب سليم الرقعي، بتاريخ 25 يوليو 2010، يقول فيه كاتبه: "اْن انور المقريف اخ محمد المقريف عاد الى ليبيا بعد ان عقد صفقه مع النظام في المغرب وقام بتسجيل مقابلات مصوره يفشي فيها اسرار عن الجبهه واخيه والله حتى السيد ابوزيد عندما شاهد التسجلات تااسف على حال الليبين في الخارج وقال واسفاه على المعارضه"*!

وقد بدأ كاتب التعليق، الذي لم يذكر اسمه، كلامه بـ: "اليك هذا الخبر واتحداك ان تنشره لانه صحيح100/100"!

ومر هذا التعليق مرور الكرام، ولم يلتفت اليه احد، الا ان النظام اراد، بعد 5 شهور، ان يعلن عن وجود انور المقريف لديه، فأرسل باسمه رسالة الى مواقع ليبية مختلفة، في داخل ليبيا وخارجها.

وتمت صياغة الرسالة بطريقة مفضوحة، يشكك كل من يقرأها في انها لانور، ومن يعرف انور المقريف يعرف جيدا ان اسلوب كتابة هذه الرسالة لا يمت باي صلة له، وانما هي رسالة تمت صياغتها في احد مقار الاجهزة الامنية.

ونص الرسالة هو:

أنا المواطن الليبي أنور يوسف محمد المقريف، بعد غياب طويل دام 32 سنة في الغربة ها أنا اليوم بفضلٍ من الله عز وجل عدت إلى وطني وبين أهلي وبين ربوع وطني الغالي ليبيا، أستنشق نسماتها.. و أتجول في شوارعها وربوعها وذلك بفضلٍ من الله العزيز الذي منَّ علي بالرجوع إلى هذه الأرض الآمنة: أحمد الله و أشكره على هذه النعمة و اسأله أن يهدي من أضل سبيله.
المواطن: أنور المقريف
23/12/2010

ولا نريد ان نتوقف كثيرا لنجادل من يريد ان يوهم الاخرين بأن انور المقريف هو من صاغ الرسالة، ولكننا سنرمي بملاحظة لنوضح طبيعة نظام القذافي العقربية.

فمعمر القذافي لا يحمل اي شيمة من شيم النخوة والمروة، والتعامل مع من كان في يوم من الايام في صف اعدائه برجولة، فيصفح عنه صفح الكريم.

فحتى من سجنهم ظلما لعشرات السنين، ثم أفرج عنهم، قام بإذلالهم بشتى الطرق، حيث يسميهم اعلامه ولجانه الثورية بالطلقاء.

ولعل تجربة السيد يوسف شاكير، الذي عاد الى ليبيا بعد سنوات قضاءها منخرطا في المعارضة دليلا يوضح كيف يتعامل النظام مع العائدين اليه.

حيث قام اثنان من ابرز اعوان النظام، وهما عبد السلام الزادمة وعبد الله السنوسي بادخال شاكير إلى خيمة القذافي ليعلن توبته أمامه، وأعطيت له تعليمات محددة بكيفية الدخول والتصرف والخروج، فدخل يحبو على ركبيته وينبح بصوت عال مثل الكلاب، وأمامه الزادمة يردد: "يا قايد: كليب ضال جاي راكع ويبي يتوب" والقذافي يضحك ويردد مايصحش يا عبد السلام.

أنور المقريف، حسب تصنيفات نظام القذافي عدو. لانه انخرط في تنظيم عارض القذافي، وكان في يوم من الايام اكبر تنظيم ليبي.

وأنور المقريف هو شقيق الدكتور محمد يوسف المقريف، الذي يعتبر من اشد المعارضين الجذريين، الذين لا يؤمنون بأي حوار او مهادنة مع النظام.

وأنور المقريف شقيق الشهيد عزات المقريف، ذلك المناضل الذي سلمته السلطات المصرية، مع رفيقه جاب الله مطر. وقام النظام باعدامهما ضمن شهداء مذبحة بوسليم الشهيرة.

وأنور المقريف أخو وقريب لعدد كبير من من دخلوا سجون القذافي، ومروا على غرف التحقيق والتعذيب.

ولكل هذا فأن لا أمل يرجى في ان يجد انور المقريف في نظام القذافي بلسما لجراحه، التي نالت منه في غربته، وحطمته وجعلته يتخبط دون ان تمتد اليه يد العون، ربما بسبب حماقة أنور نفسه، أو عدم وفاء رفاقه في دروب الغربة!

فأنور حرق اوراقه في المهجر، ترك بريطانيا بكل رحابتها مع المهاجرين، وذهب الى ضيق المغرب، ووسط المحن وانسداد الطرق، لم يجد الا رحلة "ون وي" الى طرابلس!

كل شيء متوقع الان.. وربما يظهر علينا انور المقريف من على شاشة تلفاز النظام، في "مقابلات مصوره يفشي فيها اسرار عن الجبهه واخيه"، كما قال صاحب التعليق المشار اليه اعلاه. وربما يظهر غدا انور في احد العواصم، ليشن حملة ضد المعارضين، على طريقة يوسف شاكير، الذي كسر النظام عينه، واعمى بصيرته بالاموال.

جبهة الانقاذ، والدكتور محمد المقريف ردوا، في 26 ديسمبر الماضي، ببيانين متسرعين على الرسالة المرسلة باسم انور.

وكان البيانان غلطة شنيعة لاميني الانقاذ السابق والحالي، شبهها احد المراقبين بأنها كمن يعطي لخصمه الكرة أمام مرماه!

ولم يتوانى النظام في انتهاز الفرصة، فركل وبقوة في مرمى الانقاذ، بإصدار بيان باسم انور يرد فيه على بياني الانقاذ!

ورغم ان بيان انور المزعوم لا يمت بأي صلة الى اسلوب انور وثقافته، الا انه انتشر على شبكة الانترنت، وصدقه كثيرون واعتبروه صادرا عن انور.

انور الان في قبضة النظام، يصنع به ما يشاء. وعلى المعارضين، وخاصة جبهة الانقاذ، ان يتصرفوا بحكمة وتدبر، فلا يعطوا الفرصة للنظام ان يستفزهم، ويدخلون معه في معركة أداءتها انور المقريف، كما حصل مع يوسف شاكير، الذي كان في يوم من الايام في صفوف المعارضة، بل ومن اعضائها النشيطين، حيث ألف كتاب " عقدة العقيد في ميزان التحليل النفسي". و محمد قدري الخوجة، الذي كان من المقربين من أمين جبهة الانقاذ، وحامل حقيبته، ورئيس تحرير مجلة الانقاذ.

هذان النموذجان، اللذان وقعا تحت قبضة نظام القذافي تحولا الى كلبين مسعورين، ينهشان في جسم الانقاذ وغيرها، بدون ان تكون لهما اي خطوط حمراء، فلا يسلم منهم عرض ولا شرف و لا دين.

ووصل الامر بالخوجة الى كتابة دعاء يقول فيه: "اللهم احشرني مع معمر القذافي"!

هذا هو مصير أنور المقريف، ولتستعد جبهة الانقاذ للتعامل مع المسعور الجديد!

اسماعيل الزناتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق