الأحد، 12 ديسمبر 2010

أصل التسمية ....وفضل يوم عاشوراء وصيامه ودعوة لمحاسبة النفس

كان ظهور الاسم ليبيا وتداوله في النقوش المصرية القديمة ليدل وبوضوح على القبائل الليبية التي كانت تقطن جبل برقة والصحراء الغربية لمصر، فورد ذكرها على لوحة الملك مرنبتاح وكذلك في معبد الكرنك.

من الناحية التاريخية يبدو انه اشتق من الكلمة المصرية القديمة (ريبو) او الليبو وتقابلها في اليونانية (ليبوس) مما يقابلها في العربية ليبيا، وورد اسم الليبو أو ليبيا في نقش مصري قديم يرجع إلى عهد رمسيس الثاني (1298-1232) قبل الميلاد وكان يطلق على إحدى الفرق العسكرية التي عملت في الجيش المصري آنذاك وشاركت في الحملات على بلاد فلسطين وسوريا.

من الواضح ان الليبيين هم من اتصل بهم في بادئ الأمر وذلك في عصر الملك رمسيس السادس من الأسرة العشرين ثم انتقل الاسم ليبيا حيث تلقفه الفينيقيون قبل هجرتهم إلى الشمال الإفريقي وعُثر على نقوش فينيقية متعددة ورد بها هذا اللفظ ( ليبيا ) وما لبث ان انتقل إلى الإغريق سكان اليونان الحالية وذلك خلال العصر البرونزي مما الهب خيالهم وهم المولعون بالخرافات والأساطير فراحوا ينسجون الأساطير عن ليبيا مثال ذلك ما ورد في الأوديسا ل هوميروس حيث ورد بالفظ ما معناه ( إن من يأكل اللوتس من غير الليبيين سينسى وطنه ويعيش في ليبيا ليقضى حياته يأكل اللوتس) أما هيروديت أبو التاريخ الذي زار ليبيا في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد فذكر ليبيا في عدة مواضع وكان يعنى بها قارة إفريقيا بأسرها وكان يقسم ليبيا إلى قسمين :- الليبيون في الشمال و الافيوب في الجنوب.

اما الرومان فقد اخدوا اسم ليبيا من الإغريق دون تحريف مع تقنين المساحة الجغرافية لذلك بحيث اصبح يدل عندهم على الأراضي الواقعة غرب مصر من برقة حتى طرابلس واطلقوا على قورينا اسم ليبيا العليا وهي المساحة الممتدة من غرب مدينة درنه الحالية إلى شرق مدينة سرت والمنطقة من شرق درنه حتى الدلتا القريبة من وادي النيل فعرفت عندهم باسم ليبيا السفلى او(مرماريداي) والتي عرفت عند العرب باسم (مراقية).

وعندما جاء العرب المسلمون كانت لوبية ومراقية اسم لكورتان من كور مصر الغربية حيث يذكر ابن عبد الحكم إن لوبية ومراقية (كوران) من كور مصر الغربية وعرفهما بأنهما مما يشربان من السماء ولا ينالهما النيل ويذكر ابن عبد الحكم انه في ولاية حسان بن النعمان كانت انطابلس ولوبية ومراقية إلى حدود إجدابيا من أعمال حسان ولم يحدد اسم ليبيا ذو مذلول جغرافي محدد إلا في مطلع القرن الحالي.

وربما يكون أول ذكر محدد لليبيا هو ما خرجه الجغرافي الإيطالي (ف.مينوتلى) في كتابه (جغرافية ليبيا) المطبوع في تورينتو سنة1903 ميلادية ليدل على الولاية التركية التي تشمل طرابلس و برقة ثم اتخذت إيطاليا ( ليبيا )اسما رسميا لولاية طرابلس بعد إعلان السيادة الإيطالية عليها في يونيه 1924م ومنذ ذلك الوقت شاع استعمال اسم ليبيا في جميع أنحاء العالم، وشمل طرابلس و برقة و فزان والواحات التابعة لها.
بسم الله

فضل يوم عاشوراء وصيامه ودعوة لمحاسبة النفس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام
والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج
المبارك إلا وتبعه شهر كريم، هو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:
{ أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة
بعد الفريضة قيام الليل }
وقد سمى النبي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى
يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ( إن الله افتتح السنة بشهر حرام
واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان
أعظم عند الله من شده تحريمه ).
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل
حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون
وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة
هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.
فضل يوم عاشوراء وصيامه
وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال:
( ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم
يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان ).
وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة
وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله، وليس هذا فحسب
بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.
كان صلي الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم
فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم
فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه
حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس قال:
( قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء
فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا:
( هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى
شكراً لله فنحن نصومه )، فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم }
فصامه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمر بصيامه).
وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت: ( أرسل رسول الله صلي الله عليه
وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة:
{ من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح منكم مفطراً
فليتم بقية يومه }.
فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل
لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها
حتى يكون عند الإفطار ).
وفي رواية: ( فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صمومهم ).
فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلي الله عليه وسلم أمر الصحابة
بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال:
( صام النبي صلي الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان
ترك ذلك أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ).
وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي
الله عليه وسلم يقول: { هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم
فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر }.
وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.
من فضائل شهر الله المحرم
أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي
صلي الله عليه وسلم
عن صيام يوم عاشوراء فقال: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.
أخي المسلم.. أختي المسلمة
عزم النبي صلي الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم
إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: ( حين صام رسول الله صلي الله عليه
وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى )
فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع }
[أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب] قال:
( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله ).
قالى ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76]
( مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك
أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك
إفراد العاشر وحده بالصوم ).
والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.
بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم
اعلم أخي المسلم أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله صلي
الله عليه وسلم ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم:
الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهل والعيال وكذلك صنع
طعام خاص بهذا اليوم. كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديث موضوعة وضعيفة.
وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها:
تخصيص هذا اليوم بدعاء معين، وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء
وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع.
كما وأن من الأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا
والورود واتخاذه عيداً سنوياً.

العام الجديد ومحاسبة النفس
حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يمف مع نغسه وقفة محاسبة
سريعة ومراجعة دقيقة. وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير
وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لا يخلو من حالين
فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم
وعرضكم على ربكم ).
وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال:
( جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه
إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب
منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه
على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ).
فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله
فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء.
فالله الله أن تسودها بالذنوب والمعاصي. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب
وأكثر من ذكر الله عز وجل والاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير.
جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا
في حسن طاعته والبعد عن معصيته
وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق