السبت، 18 ديسمبر 2010

التحقت ليبيا بركب بلدان المليون مريض بداء السكري،



خالد المهير-بنغازي

التحقت ليبيا بركب بلدان المليون مريض بداء السكري، حيث أكد المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء السكري مصطفى درميش هذا الأسبوع أن عدد المصابين بالمرض في الجماهيرية تجاوز هذا الرقم.

ويقود الحديث عن السكري في الجماهيرية إلى العلاقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي "ينفي حتى الآن الخبراء علاقتها بالارتفاع في أعداد المصابين"، مؤكدين أنه لا توجد أرقام "دقيقة" يمكن الاستناد إليها حاليا لتحديد أسباب تفشي المرض.

ويقول استشاري الغدد الصماء والسكري ورئيس وحدة السكري في مركز بنغازي الطبي فتحي جرمان إن 16.4% من الليبيين البالغ عددهم ستة ملايين نسمة مصابون بالسكري، قائلا إن إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن ليبيا تقول إن هذه النسبة تهم فقط الفئة العمرية بين 25 و65 عاما.

ويضيف للجزيرة نت أن الفئة التي تقل أعمارها عن 15 عاما لم تشملهم الدراسة، لكنه ذكر أن هذا العدد وإن كان كبيرا فهو "ليس استثنائيا". ودعا إلى الإسراع في الحد من مضاعفات المرض على غرار العاهات المستديمة والفشل الكلوي وفقدان الأطراف ومشاكل العيون والأعصاب.

ونبه جرمان إلى أن هناك شخصا غير متعرف عليه مقابل كل مريض يتردد على العيادة، رافضا ربط ارتفاع الإصابات بواقع الليبيين السياسي والاقتصادي والمعيشي. وأكد أنه مرض العصر ناتج عن قلة الرياضة وسوء التغذية والوراثة.


الرعيض: مقابل كل مريض مدرك لإصابته
هناك ثلاثة غير مدركين (الجزيرة نت)
من جهته يستند أخصائي الأمراض الباطنية والسكر بمستشفى حكومي في بنغازي رجب الرعيض إلى النظريات العلمية التي تقول إنه مقابل كل مريض مدرك لإصابته، هناك ثلاثة مرضى لا يدركون إصابتهم بالمرض.

وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن عدد المصابين في بنغازي -ثاني كبرى المدن بعد العاصمة- ارتفع من 15 ألف مصاب عام 2001 إلى خمسين ألفا هذا العام.

وتحدث بدوره عن أنواع السكري التي لا علاقة لها بالوراثة، وأبرز أسبابها السمنة وقلة الحركة والنشاط والإفراط في النشويات وقلة أكل الفواكه.

ناقوس خطر
وزارت الجزيرة نت أقدم مراكز علاج للسكري في البلاد، وهو مركز سيدي حسين في مدينة بنغازي الذي يرجع إنشاؤه إلى عام 1969 من قبل الباحث الليبي في مجال مرض السكري عثمان الكاديكي.

وكشف مسؤول المركز الدكتور عوض القويري للجزيرة نت عن خطة إستراتيجية بمثابة ناقوس خطر للتصدي للمرض. وقال إن أمانة الصحة (وزارة الصحة) قررت تشكيل لجنة متابعة لداء السكري بمشاركة عدد كبير من الأطباء.

كما أكد أن تصريحات رئيس جمعية أصدقاء السكري غير صحيحة. وأوضح القويري أن المشكلة بدأت تطفو على السطح في مختلف دول العالم، مما دعا منظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر.


الجروشي دعت إلى توفير الأكل الخاص بمرضى السكري (الجزيرة نت)
تقصير
واستبعد بشكل قاطع علاقة الإصابة بالمرض بالأوضاع الصعبة القائمة في البلاد، مشيرا إلى أن ليبيا دولة غنية مثل الكويت تصل نسبة المرضى فيها إلى 20%.

وانتقد ما سماه "التقصير في برامج التوعية" من ذلك مناطق البلاد الشرقية، مؤكدا أن الدولة قادرة على مواجهة المرض "لو وضعت خطط جادة".

واشتكى علي أهويدي -وهو أحد المرضى بالمستشفى ممن اكتشف إصابته عام 1988 حين كان عمره 34 عاما- من تدني الخدمات الصحية وتقصير الدولة في الإحاطة بالمرضى.

بدورها دعت المريضة نورية الجروشي إلى إعادة خدمة توفير أكل المرضى بالبطاقة، وقالت إنها كانت تحصل من الهلال الأحمر على الأكل الخاص، بينما أصبحت تعاني حاليا من هذه المشكلة.




المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق