صراع بين الفيتوري والحراثي
الصراع على أشده هذه الأيام بين رئيس الجامعة الدكتور محمد شرف الدين الفيتوري و الدكتور ميلاد الحراثي مدير مركز البحوث والإستشارات بالجامعة مما أدى إلى إقالة الثاني من منصبه ، وكان الدكتور الحراثي قد صرح بأن سيكشف الملف الكامل للفساد في الجامعة. وذكر الحراثي في تصريحاته ورسائله المخالفات العديدة للوائح المالية والإدارية من قبل رئيس الجامعة. وأضاف إن هناك جملة من مؤشرات الفساد منها فساد في التعليم القانوني، وفساد مالي في كلية الهندسة.
حركة كفاية في الجامعة
وصدر بيان نشره موقع الشفافية ليبيا عن تأسيس حركفة كفاية في جامعة قاريونس جاء فيه:
"ان حركة كفاية والتي تأسست خلال الاشهر الماضية والتي تضم حاليا في عضويتها مائة واربعون موظف وعضو هياة تدريس لن تدخل في جدل لا اخلاقي بينها وبين من دمروا الجامعة وانما ستضع امام الراي العام كافة ملفات الفساد بالصور والوثائق على أمل ان تصل الجامعة الى المسار الذي نبتغيه ونحافظ على الجامعة من لعبة التخويف والتخوين والتوظيف السئ لوسائل الاعلام ".
"ان حالة الفوضى السائدة الان في الجامعة وجمع ادارات متفاوتة متباعدة التخصص وتسيرها من خلال ثلاثة او اربع اشخاص لايعكس الحرص على مصالح الجامعة بل هو استهزاء بسلطة القانون ولوائح العمل ويخفي خلفه العديد من القضايا والتي تكتمت عليها اجهزة الرقابة وامانة التعليم" .
"ان حركة كفاية هي حركة مؤقتة مربوطة بحالة الفساد الاداري والمالي في الجامعة. "
محاولة قفز سنة دراسية كاملة
جهاز الرقابة الشعبية والتفتيش قام بالتحقيق مع عميد وأعضاء هيئة تدريس كلية الإعلام والفنون الجميلة بالجامعة بسبب قيام إبنة مسؤول في مدينة بنغازي بتقديم سنة دراسية كاملة وتعديلها إلى سنة جديدة دون خضوعها للإمتحان النهائي لتلك السنة، وذكرت تقارير أن جهاز الرقابة الشعبية والتفتيش قام بإرجاع الطالبة إلى السنة الدراسية التي لم تدرسها بعد التحقق من ذلك وإثباته.
حالات تزوير في الدرجات
كشف عضو هيئة تدريس في كلية الحقوق حالات تزوير في كشوف الدرجات لطلبة السنة الرابعة مما أدى إلى إنجاح طلبة راسبين، وقد تقدم بشكاوي حول الموضوع إلى رئيس الجامعة و جهاز التفتيش والرقابة الشعبية في بنغازي. وبالتالي قام الجهاز بالتحقيق مع عميد ومسجل وبعض أعضاء هيئة التدريس في كلية القانون بالجامعة . ومن جهة أخرى قام قسم القانون في الكلية بسحب مواد يدرسها عضو هيئة التدريس المعنى دون إخطاره بذلك.
هذه الأخبار المؤسفة تذكرنا بكارثة (ترحيل الترنتيلا ) حين خطب القذافي في بداية مأساة "الثورة الثقافية" ودعى للعمل الجماعي المنظم وحشد عدد كبير من طلاب كلية الحقوق بجامعة قاريونس لإنزال الطماطم في ميناء بنغازي وتم إنجاحهم جميعا بالتزكية و ترحيلهم للسنة القادمة دون امتحانات، وللتاريخ فإن عدد لا بأس به من طلبة كلية الحقوق رفضوا الإنصياع للأمر ولم يرضوا بما رضى به الفاشلون. وستظل هذه الحادثة نقطة سوداء في سجل جامعة قاريونس وبالذات كلية الحقوق.
ولعل البعض يتساءل عن علاقة (ترحيل الترنيلا) بموضوع التزوير الجاري في كلية الحقوق حاليا، والعلاقة تكمن في هوية الذين يديرون الفساد حاليا في الجامعة فلا شك أن بعضهم ممن نجحوا بـ (ترحيل الترنيلا) وربما هم الذين يتربعون على كراسي التعليم القانوي (كأعضاء هيئة تدريس) وأيضا القضاء (كقضاة و محامين وغيرهم ) ولذلك لا نستغرب أن ينتهك القانون بالتزوير في كلية القانون بجامعة قاريونس وغيرها من الكليات والجامعات، فمن تعلم القفز على القانون وهو طالب لن يعجز عن انتهاك القانون وهو رجل قانون(!).
حقيقة الأمر ان الجميع يعلم تماما ومنذ عقود بأن الطلاب الثوريين ومن لهم علاقة بالثوريين كانوا يقفزون من سنة دراسية إلى أخرى دون أن يمتحنوا بل منهم من وصل إلى درجة المعيد ثم ابتعث إلى الخارج للإنتساب إلى جامعة وهمية ليشتري شهادة الماجستير بحفنة دولارات ثم عاد ليتبوأ أفضل وظيفة في أحسن أمانة أو جامعة أو مؤسسة، بل منهم من أصبح من الخبراء في القانون..
اللجان الثورية تعيد بناء مثاباتها في الجامعات
ولعل من المضحك المبكي ما نقل مؤخرا عن وكالة أنباء الجماهيرية من أن مكتب الأتصال باللجان الثورية بجامعة الفاتح بدأ في إعادة بناء المثابات الثورية بكليات الجامعة والمعاهد العليا في طرابلس. وقد بدأت بالفعل الاعمال بكلية التربية بقصر بن غشير ويأتي بعدها بالتوالي كل من كلية القانون و كلية التربية.
***
إذا كان كل ذلك يحدث في جامعتي قاريونس وطرابلس فما هي أوضاع الكليات والجامعات الخاصة الموجودة في المدن الصغيرة والقرى النائية .. وخاصة بعد عودة المثابات الثورية..
بقلم عوض المعداني الشفافية ـ ليبيا / 27 ديسمبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق